التاريخ العماني

التاريخ العماني


نبذة عن التاريخ العماني...
يعود التاريخ العماني إلى ما قبل الألف الثاني عشر قبل الميلاد أي في أواخر العصر الجليدي الأخير) حيث عرفت عمان في المراحل التاريخية المختلفة بأكثر من اسم ومن أبرز أسمائها (مجان) و(مزون) و(عمان) حيث يرتبط كل منها ببعد حضاري أو تاريخي محدد
فاسم مجان ارتبط بما اشتهرت به من صناعة السفن وصهر النحاس حسب لغة السومريين حيث كانت تربطهم بعمان صلات تجاريه وبحرية عديدة وكان السومريين يطلقون عليها في لوحاتهم (أرض مجان) أي (أرض النحاس).
اما اسم (مزون) فانه ارتبط بوفرة الموارد المائية في عمان في فترات تاريخية سابقة وذلك بالقياس إلى البلدان العربية المجاورة لها. وكلمة (مزون) مشتقة من المزن وهي السحاب والماء الغزير المتدفق. ولعل هذا قيام وازدهار الزراعة في عمان منذ القدم وما صاحبها من حضارة.
وبالنسبة لاسم (عمان) فانه ورد في هجرة القبائل العربية من مكان يطلق عليه عمان في اليمن وقد اطلق عليها هذا الاسم هم الأزد عندما هاجروا إليها بعد انهيار سد مأرب. وقيل أيضا سميت بعمان نسبة إلى عمان بن سبأ بن يغثان بن ابراهيم (عليه السلام).
ومن الحضارات التي سكنت وقطنت عمان ( السومريين، الكلدانيون، الفينيقيون، الآشوريون، البابليون، القحطانيون، السبأيون،الأرديون، ثم الأزد)
كانت عمان من أوائل البلدان التي اعتنقت الدين الإسلامي طواعية في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) فقد بعث عليه السلام عمرو بن العاص إلى (جيفر) و (عبد) ابني الجلندى بن المستكبر- ملكي عمان آنذاك- يدعوهما إلى الاسلام فاستجابت عمان بقيادة ابني الجلندى واصبحت منذ ذلك التاريخ واحده من القلاع الحصينة للإسلام وساعدت على انتشاره في كثير من المناطق خاصة في شرق ووسط أفريقيا.
حقبة اليعاربة ..
في أوائل القرن السادس عشر تقريبا قي عام 1507م استطاع البرتغاليون أن يسيطروا على أجزاء كبيرة من السواحل العمانية. وبرغم طبيعة الأوضاع الداخلية في عمان في ذلك الوقت إلا أن البرتغاليين أو غيرهم لم يستطيعوا تجاوز بعض المناطق الساحلية المحدودة وظلت مناطق عمان الداخل بمثابة العمق الاستراتيجي الذي انطلقت منه المقاومة العمانية.
وعندما تولى الامام ناصر بن مرشد الامامة على عمان في عام 1624م بداية دولة اليعاربة تمكن من توحيد البلاد تحت قيادة للمرة الأولى منذ سنوات عديدة وعبر تجهيز اسطول بحري قوي تمكن من تقليص نفوذ البرتغاليين وتحرير بعض المدن الساحلية منهم، وقد واصل الامام سيف بن سلطان المعروف بـ ( قيد الأرض) هذه المهمة في مطاردة البرتغاليين حتى تمكن من تحرير مسقط عام 1650م وكان هذا ايذانا بأفول نجم البرتغاليين من منطقة الخليج ككل بعد الاحتلال الذي امتد قرابة قرن ونصف القرن.
جدير بالذكر أن القوات العمانية طاردت البرتغاليين إلى سواحل الهند وشرقي افريقيا.
وبالرغم مما حققة اليعاربة في حكمهم من ازدهار اقتصادي وسطوة خارجيه إلا ان ذلك لم يدم طويلا خاصة مع عودة الخلافات الداخليه الى الظهور مرة أخرى مما ادى إلى اضعافهم وتعرض البلاد لغزو خارجي مرة اخرى.
حقبة البوسعيد..
تمثل مبايعة الامام أحمد بن سعيد الذي كان واليا على صحار وما حولها في عام 1744م بداية لحقبة جديدة في التاريخ العماني استمرت بمراحلها المختلفة على امتداد المائتين والستة والخمسين عاما الأخيرة. وقد تمكن الامام أحمد الذي أسس الدولة البوسعيدية (الاسرة الحاكمة)
من توحيد البلاد واخماد الفتن الداخلية وانشاء قوة بحرية كبيرة إلى جانب اسطول تجاري ضخم وهو ما اعاد النشاط والحركة التجارية الى السواحل العمانية كما أعاد لعمان دورها في المنطقة. وبعد أن توفي الامام أحمد 1783م في الرستاق التي اتخذ منها عاصمة له خلفه عدد من الأئمة والسلاطين البارزين الذين حافظوا على استمرار حكم اسرة البوسعيد، وفي عهد حفيده حمد 1784م انتقلت العاصمة من الرستاق إلى مسقط لتستقر فيها حتى الآن.
وتوالى الأئمة في حكم عمان، وعمان تزيد ازدهارا إلى أن جاء السيد سعيد بن سلطان (1807-1856م) والذي تشير المصادر الغربية إليه دائما بلقب (سعيد العظيم) فانه عمل منذ توليه الحكم على مواصلة تنشيط التجاره، فقد بنى اسطولا بحريا كبيرا، وصار له نفوذ كبير في البحر والبر، ونتيجة لذلك فقد امتدت رقعة أراضية في أقصى فترات ازدهاره من مسندم في الشمال حتى ظفار في جنوب الجزيرة العربية وعلى طول ساحل أفريقيا الشرقي ما بين رأس جاردافوي في القرن الأفريقي إلى رأس دلجادو على الحدود الشماليه من موزمبيق التي كانت خاضعة للبرتغال. في عهده وقعت عمان معاهدة صداقة وتجاره مع امريكا وارسل السيد سعيد سفينته التجارية (سلطانة) إلى الولايات المتحده عام 1840م وعلى متنها السفير أحمد بن نعمان الكعبي، ووصلت السفينة إلى ميناء نيويورك في 13 أبريل 1840م كأول سفينة عربية تلقي مراسيها في ميناء أمريكي.
بعد وفاة السيد سعيد عام 1856م انقسمت الدولة العمانية إلى دولتين، دولة في زنجبار وأخرى في عمان، وفقدت عمان موقع الصدارة التي كانت تحتله بين دول المنطقة بقوة أسطولها البحري الضحم. فبدأت الإنتكاسة العمانية وبدأت النزاعات القبلية تحتدم والصراع على السلطة يشتد بمرور الزمن حتى جاء عام 1970م وبالتحديد في 23 يوليو تسلم السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور مقاليد الحكم إثر نجاح الانتفاضة التي قام بها وأدت إلى تنحية والده السلطان سعيد بن تيمور عن الحكم.
حيث قامت الحضارة العمانية من جديد في عهده ومازالت عمان تنمو وتزدهر وتوطد علاقاتها الداخلية والخارجية .. فأصبحت بفضل قيادته الحكيمة ذائعة الصيت في كل مكان.